الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

القول النفيس على كُلِ من يحتج على الصوفية بكتاب ( تلبيس أبليس )

الى كل من يتذرع بكتاب( تلبيس ابليس) لأبن الجوزي في ذم أهل التصوف

فأقول :


اما ما يختُص بكتابِ ( تلبيس ابليس ) لابن الجوزي فلا عبرة للأ احتجاج به على ذم التصوف او الصوفيه البته . وذلك لأمور وأوجهً منها :-


الوجهُ الاول:-
ان ابن الجوزي رحمهُ الله تعالى لم يعني في الجزء العاشر من كتابهِ تلبيس ابليس الصوفية كمنهج , او الصوفيه كأفراد , أو عامة أهل التصوف .

وانما عنا هنا ما ُيلبس به ابليس على من تقمص ظاهر التصوف ولم يتخلق بأخلاقهِ وصفاتهِ كما كان عليها أهل الصدر ألأول من أهل التصوف .

وهذا التلبيس من ابليس امرٌ وارد . وهو لايقتصر على العامة من أهل التصوف فحسب بل على كلُ أهل نحـلة من النِحل سواء كانوا من القراء او اصحاب الحديث او الفقهاء والوعاظ والكاملين من العلماء والعباد والزهاد ,

بل وعلى ممن يترسمون برسوم السلفيه كما هو رأي ابن الجوزي الذي افرد بابا في تلبيس ابليس على كل طائفه من هذه الطوائف المذكورة آنفاً .

الوجه الثاني :-


ان ما يدلل على صحة ماسبق ذكره هو أن ابن الجوزي رحمهُ الله تعالى يقول في مقدمة ألجزء العاشر صفحه 218 طبعة دار ابن الجوزي عن أئمة بل ورموز أهل التصوف بـأنهم يقرون بأن التعويل قبل كلُ شيٍ على الكتاب والسنة . ونقل عن ألأمام الجنيد رحمهُ الله قولهُ ( ان مذهبنا مقيدٌ بالاصول الكتاب والسنة ) . وقولهُ ايضًا بأن ( عِلمُنا منوطٌ بالكتاب والسنة)
ومن لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لايُقتدا بهِ وقولهُ ( ما اخذنا التصوف عن القيل والقال ولاكن عن الجوع وترك الدنيا وقطعُ المألوفات والمُستحسنات لان التصوف من صفاء المعاملة مع الله سبحانه وتعالى واصلهُ التفرق عن الدنيا) .

ومن ائمة التصوف الذين نقل عبارتهم ابن الجوزي هو ابو الحسين النوري . الذي يقول لبعض اصحابهِ : ( من رأيتهُ يدعي مع الله عز وجل حالةٌ تخرجهُ عن حد علم الشرع فلا تقربنهُ, ومن رأيتهُ يدعي حالةً لايدلُ عليها دليل , ولايشهدُ لها حفظٌ ظاهر , فاتّهمهُ على دينه .)

وكذلك نقل ابن الجوزي عن ألأمام ابي جعفر قولهُ: ( من لم يزن اقوالهُ وافعلهُ واحوالهُ بلكتابِ والسنة، ولم يتهم خاطرهُ , فلا تعدنهُ في ديوان الرجال .)


الوجه الثالث :-
ان الامام ابن غانم المتوفى سنه 678 هجريه كما في البداية والنهاية ( 13/289) رد رداً جميلاً غايةٌ في الأدب على كتاب تلبيس ابليس سماهُ ( تفليس ابليس ) بل لو أننا احتكمنا للعقل والمنطق نقول هل وقع من وقع في شباك ابليس ممن صنفهم ابن الجوزي في كتابهِ ونجا هو رحمهُ الله بنفسهِ من ذلك التبيس حتى ندّعي لهُ بلعصمة ؟

والأعجب من ذلك كلهُ ان تجد هاؤلا الغوغائيين الذين يتشدقون بعصمة أقوال أبن الجوزي في تلبيس ابليس على الصوفيه دون غيرهم , هم انفسهم يطعنون في عقيدة ابن االجوزي في مسألة التأويل والاسماء والصفات لأن عقيدته أشعرية وواضحة جلية كما في أنفس مؤلفاته وهو( دفع شبه التشبيه) !

فهل يُعقل ياعقلاء أن ابليس لبس على ابن الجوزي في معتقده ؟؟
كما لبّس على السادة الصوفيه رحمهم الله .

الوجه الرابع :-


وهو ان ابن الجوزي رحمهُ الله تعالى الف كتابهُ هذا وهو في مُقتبل حياتهِ.
والذي يؤكد ذلك هوانهُ رحمهُ الله تراجع عن الكثير من الامور التي كان يراها بأنها من تلبيس ابليس على السادة الصوفيه فألف كتابهُ النفيس ( صفة الصفوة ) والذي هو في الحقيقة تصوف محض من رأسهِ الى أخمص قدميه .

وهذا الامر واضح جلي كالشمسُ في رابعة النهار لكل من تصفح هذا الكتاب والذي هو في الحقيقة تهذيب كتاب حلية الأولياء لأبي نُعيم حيث انه كثيراً مايشير في هذا الكتاب أعني (صفة الصفوة ) بقولهِ :- ( كما ذكرنا في كتابنا تلبيس ابليس) وحسب قواعـد المصطلح فأنهُ يكون كلامهُ في صفة الصفوة ناسخاً لكلامهِ في كتابه تلبيس ابليس الذي انتقد فيه على بعض الصوفية .

فبالله أين المنصفين ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق