الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

الرد على المدعو –أبو عمر الأثرى-

- قام أحد الحاقدين الحاسدين , فى منتدى صوفية حضرموت بالتشنيع على الأشاعرة وخاصة الفخر الرازى ,
- فقال:تحت عنوان [ سلسلة فضائح المتكلمين الأشاعرة و الماتريدية (1) الرازي ليس عنده دليل صحيح على نفي الوهية الشمس و القمر!!!!]

[ قال الفخر الرازي في الأربعين (1/151) " الحجة الثامنة : أنه لو لم تكن الجسمية و التناهي في المقدار مانعا من الالهية ,لتعذر القدح في الهية الشمس و القمر, لأنه لا سبيل لنا الى القدح في الهية كل واحد منهما الا لكونه جسما مركبا من الأجزاء متناهيا في القدر ,فإذا جوزنا كون الآله تعالى جسما متناهيا انسد هذا الطريق,فلا يمكننا القدح في الهية الشمس و القمر , و لما كان ذلك باطلا علمنا أن القول بأن الاله تعالى جسم : قول باطل "
و أقول الله أكبر !! أهذا كلام يصدر من مسلم قرأ القرآن !! و أين الأدلة في القرآن على أن الجسم هو من لا يستحق الألوهية ؟؟ و هل ذكر ربنا هذا الدليل أم ذكر الأدلة الصريحة الأخرى مثل كون الآلهة الباطلة التي اتخذها المشركون لا تسمع ولا تبصر و لا تتكلم و لا تفعل ؟ و مثل كونها لا تجيب المضطر إذا دعاها و لا تخلق و لا ترزق و لا تحيي ولا تميت و ليست هي التي خلقت الأرض و فجرت خلالها انهارا و جعلت لها رواسي .......الخ .
ثم أليس نفي الألوهية عما سوى الله هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها و الذي لأجله أرسلت الرسل و أنزلت الكتب ؟؟ فهل يعقل أن يكون الله لم يقم إلا دليلا خفيا على نفي الوهية ما سواه ؟؟ وهل يقول هذا مسلم يوحد الله ؟؟]

-وأنا أضيف الى قول الفخر الرازى , أنه لو لو لم تكن الجسمية, والتناهى فى المقدار مانعا من الالهية , لتعذر القدح فى الهية المسيح الدجال , الذى يدعى الألوهية , ويظهر الله تعالى على يديه خوارق العادات ,
-ولو لم تكن الجسمية والتناهى فى المقدار مانعا من الالهية لتعذر القدح فى الهية عيسى عليه السلام , الذى نبه الله تعالى الى ذلك فقال [ ما المسيح بن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ] ومن يأكل الطعام فهو جسم محدود متناهى المقدار محتاج الى غيره ,
-ولو لم تكن الجسمية والتناهى فى المقدار مانعا من الالهية لتعذر القدح فى الهية فرعون الذى قال [ أنا ربكم الأعلى ] وقال [ ما علمت لكم من اله غيرى ] فأغرقه الله وقال له [ فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية] فطالما أنه صاحب بدن أى جسم مادى محدود ومتناهى فهو عاجز ومحتاج ولا يستحق أن يكون الها ,
- ولو لم تكن الجسمية والتناهى فى المقدار مانعا من الالهية لتعذر القدح فى الهية عجل بنى اسرائيل , حيث وصفه الله تعالى بقوله [ فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ] ثم سلط عليه رسوله موسى عليه السلام فقال لمن صنع العجل [ وانظر الى الهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا ] والذى يحرق وينسف جسم محدود متناهى لا يستحق أن يكون الها ,
- ولو لم تكن الجسمية والتناهى فى المقدار مانعا من الالهية لتعذر القدح فى الهية الأصنام والأوثان , التى هى أجسام مادية محدودة ومتناهية فى المقدار ,

-واسمع وتدبر هذه الأحكام من الفخر الرازى :فى تفسيره لآيات سورة الأنعام:

دل قوله تعالى على لسان الخليل عليه السلام : { لا أُحِبُّ الأفلين } على أحكام :
الحكم الأول
هذه الآية تدل على أنه تعالى ليس بجسم إذ لو كان جسماً لكان غائباً عنا أبداً فكان آفلاً أبداً ، وأيضاً يمتنع أن يكون تعالى ينزل من العرش إلى السماء تارة ويصعد من السماء إلى العرش أخرى ، وإلا لحصل معنى الأفول .[ وهذا سر هجوم ابن تيمية على تفسير الأفول بالحركة والتغير والانتقال , حتى يستطيع أن يثبت النزول على الحقيقة ]
فشن هجوما عنيفا على الاشاعرة وخاصة الفخر الرازى , وأنكر استعمال الأفول بمعنى التغير والحركة والانتقال , واحتكم الى اللغة فقال[ الجزء الأول من درء التعارض وغيره ] : (
(وأما قصة إبراهيم الخليل عليه السلام فقد علم باتفاق أهل اللغة والمفسرين أن الأفول ليس هو الحركة سواء كانت حركة مكانية وهو الانتقال أو حركة في الكم كالنمو أو في الكيف كالتسود والتبيض ولا هو التغير فلا يسمى في اللغة كل متحرك أو متغير آفلا ولا أنه أفل لا يقال للمصلي أو الماشي إنه آفل ولا يقال للتغير الذي هو استحالة كالمرض واصفرار الشمس : إنه أفول لا يقال للشمس إذا اصفرت : إنها أفلت وإنما يقال أفلت إذا غابت واحتجبت وهذا من المتواتر المعلوم بالاضطرار من لغة العرب : أن آفلا بمعني غائب وقد أفلت الشمس تأفل وتأفل أفولا : أي غابت)—
فهو ينكر تماما ان يكون الأفول بمعنى الحركة والتغير والإنتقال , ويتمسك بأن الأفول بمعنى الغياب والإحتجاب , وبالتالى لا يصلح دليلا على عدم نسبة الحركة والتغير والإنتقال الى الله تعالى ,
-ثم يقول [ومعلوم أنه لما بزغ القمر والشمس كان في بزوغه متحركا وهو الذي يسمونه تغيرا فلو كان قد استدل بالحركة المسماة تغيرا لكان قد قال ذلك من حين رآه بازغا]
وهو قد أخذ هذا الكلام من الفخر الرازى , حتى لاتظن أنه قد أفحم الفخر الرازى , فالرازى يقول [وإذا عرفت هذا فلسائل أن يسأل ، فيقول : الأفول إنما يدل على الحدوث من حيث إنه حركة وعلى هذا التقدير ، فيكون الطلوع أيضاً دليلاً على الحدوث ، فلم ترك إبراهيم عليه السلام الاستدلال على حدوثها بالطلوع وعول في إثبات هذا المطلوب على الأفول؟]
ثم يجيب الفخر الرازى فيقول [والجواب : لا شك أن الطلوع والغروب يشتركان في الدلالة على الحدوث إلا أن الدليل الذي يحتج به الأنبياء في معرض دعوة الخلق كلهم إلى الله لا بد وأن يكون ظاهراً جلياً بحيث يشترك في فهمه الذكي والغبي والعاقل . ودلالة الحركة على الحدوث وإن كانت يقينية إلا أنها دقيقة لا يعرفها إلا الأفاضل من الخلق . أما دلالة الأفول فإنها دلالة ظاهرة يعرفها كل أحد ، فإن الكوكب يزول سلطانه وقت الأفول فكانت دلالة الأفول على هذا المقصود أتم]
-كل هذه المحاولات من ابن تيمية حتى يثبت لله تعالى الحركة والانتقال على الحقيقة , حتى يستطيع بعد ذلك أن يقول وهو مطمئن أن النزول حركة ذاتية على الحقيقة , والمجيء حركة ذاتية على الحقيقة , والإتيان حركة ذاتية على الحقيقة , والهرولة على الحقيقة , ثم يخدعك ويخدرك ويقول [ فى اطار ليس كمثله شيء ]
وفى اطار [ نثبت له ما أثبه لنفسه ]

-فأنت مجرد آلة لترديد كلام ابن تيمية

الحكم الثاني
هذه الآية تدل على أنه تعالى ليس محلاً للصفات المحدثة كما تقوله الكرامية ، وإلا لكان متغيراً ، وحينئذ يحصل معنى الأفول ، وذلك محال .[ وهذا أيضا سر هجوم بن تيمية على تفسير الأفول بمعنى التغير والحركة حتى يستطيع أن يثبت قيام الحوادث بالله تعالى , والتى يسميها الصفات الخبرية , وبهذا يتبين أنه لافرق بينه وبين الكرامية فهو ينصر مذهبهم ]
الحكم الثالث
تدل هذه الآية على أن الدين يجب أن يكون مبنياً على الدليل لا على التقليد ، وإلا لم يكن لهذا الاستدلال فائدة ألبتة .[ وهذا موجه لأتباع ابن تيمية أنهم لابد أن يتحرروا من عقيدة ابن تيمية ويأخذوا العقيدة من القرآن فعلا وليس من كتب ابن تيمية , وليس من فهم ابن تيمية للقرآن ]
الحكم الرابع
تدل هذه الآية على أن معارف الأنبياء بربهم استدلالية لا ضرورية ، وإلا لما احتاج إبراهيم إلى الاستدلال .[ وهذا يبطل جعل الفطرة دليلا شرعيا , ويوضحه قوله تعالى [ وليكون من الموقنين ]ويبطل أيضا الأكذوبة الكبرى التى سموها –تقديم العقل على النقل –فهؤلاء الأنبياء يستدلون بعقولهم على وجود الله وصفاته وكونه هو المستحق للعبادة , وأنهم دعوا الخلق بهذه الطريقة , وبهذا تسقط كل تهويشات ابن تيمية ]
الحكم الخامس
تدل هذه الآية على أنه لا طريق إلى تحصيل معرفة الله تعالى إلا بالنظر والاستدلال في أحوال مخلوقاته ، إذ لو أمكن تحصيلها بطريق آخر لما عدل إبراهيم عليه السلام إلى هذه الطريقة والله أعلم .]
-بعد كل هذا البيان يقول زعيم الحاقدين الحاسدين بعد أن كفر الفخر الرازى :
[- انه قد علم باتفاق العقلاء من العامة و من اهل الفلك و اهل المنطق و الحساب من المسلمين و الكفار أن الشمس و القمر لا تسمع و لا تبصر ولا تتكلم ,و قد نفى الله الألوهية عمن لا يسمع و لا يبصر و لا يتكلم فقال تعالى عن نبيه ابراهيم " إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا" و قال تعالى عن عجل بني اسرائيل " أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ"]
-وهذا منه جهل وتخلف وسوء فهم ,وترديد أعمى لنفس ألفاظ ابن تيمية الذى يدعى الاجماع على كل كلام يقوله [انه قد علم باتفاق العقلاء من العامة و من اهل الفلك و اهل المنطق و الحساب من المسلمين و الكفار]
فالله تعالى قال لما خلق السموات السبع بما فيها من شموس وأقمار وكواكب[ فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ] وقال تعالى [ يا جبال أوبى معه والطير وألنا له الحديد ] وقال تعالى [ وسخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق ] وقال صلى الله عليه وسلم عن جبل أحد [ هذا جبل يحبنا ونحبه ] وقال [ هذا أحد سبق المفردون ] أى سبق المسبحين الذين يفردون الله بالتسبيح
وقال تعالى [ فما بكت عليهم السماء والأرض ] أى أن السماء والأرض تبكى على فراق المؤمن ولا تهتم بموت الكافر , وقال تعالى [ وان من الحجارة لما يهبط من خشية الله ] وقال تعالى [ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ] وأخبر صلى الله عليه وسلم أن موضع السجود يشهد للمؤمن , وأن كل شيء تذكر الله عنده يشهد لك , وأن كل شيء يسمع المؤذن يشهد له , وحتى الحيتان فى الماء تستغفر لمعلم الناس الخير ,
فهذه السموات والأرض تتكلم وتسبح , فكيف نوفق بين هذه الآيات ؟
-ثم يقول بجهل وتخلف [انه قد علم باتفاق العقلاء من العامة و من اهل الفلك و المنطق من المسلمين و الكفار ان الشمس و القمر لا يستطيع احدهما التاثير على الجزء الذي يغيب عنه من الارض و ذلك عند غياب الشمس و القمر و هذا عجز و الاله الحق الذي يستحق العبودية لا يعجزه شيء قال تعالى " ومَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا"]
-كيف لا تستطيع الشمس والقمر التأثير على الجزء الذى يغيبان عنه من الأرض , والأرض كلها فى قبضة جاذبية الشمس لاتخرج عنها ؟ والقمر فى قبضة جاذبية الأرض لا يخرج عنها ؟ وأيضا لايحدث المد والجزر فى البحار والمحيطات الا بتأثير القمر وقربه وبعده عن الأرض ؟
وهذا سر قوله تعالى [ لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ]
فبطل كلامك واستدلالك , وليس لك الا قوله تعالى [ قل موتوا بغيظكم ] 
تابع الرد على المدعو أبو عمر الأثرى
أولا –الكلام العاطفى لايقدم ولا يؤخر , وليس له وزن عند أهل العلم , فيجب عليك أن ترحم نفسك من كثرة ذكر كلام لافائدة منه , تريد أن تظهر به أنك قد انتصرت وأنك أفحمتنا , ولا أحد منا يستطيع أن يرد عليك , والأدهى من ذلك أنك تصدق نفسك , حينما يتورع الواحد منا عن مجاراتك فى تفاهاتك

-ثانيا أنت تقول [فأنا أستغرب كيف لمينكر أحد الأشاعرة الذين يدعون حب الأنبياء على رمضان قوله" إن معارف الأنبياء بربهم هي معارف استدلالية لا ضرورية " !!و لم يسألواحد منهم نفسه أو يفكر في هذا الكلام ......و ما يحتويه منتنقص للأنبياء و اتهام لهم بمخالفة الفطرة !! ....
أليست الفطرة معرفة ضرورية ؟ أليس كل مولود يولد على الفطرة بنصالحديث المتفق عليه ؟؟ و كما تدل عليه آيات القرآن ؟ فهل تغيرت فطرة الأنبياء عماكانوا عليه ام بقيت كما هي ؟]
أنت لاعلم لك فى هذا المجال ودخلت فيما لاتحسنه ,
الفطرة شيء مركوز فى نفس الانسان عن خلقه , بسببه يجد كل انسان فى نفسه فراغا روحيا يجعله يبحث عن معبود يعبده , وهى السبب الذى جعل الانسان يعبد الأصنام , والأوثان , والكواكب وغيرها , لأنه اذا لم يعرف المعبود الحق فسيبحث عن أى معبود , بسبب ما فى نفسه من دافع يدفعه الى عبادة شيء ما ,
وأنت استدللت بحديث[ كل مولود يولد على الفطرة , فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ] وأنت لاتفهم معنى هذا الحديث , حيث أن البئة المحيطة بالطفل هى التى تحدد ما يعتقده بعد ذلك , ولو أخذنا بظاهر هذا الحديث , فان الطفل بعد أن يكبر ويصبح رجلا يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا فسيقول –لاحيلة لى فى ذلك , فهذان أبواى هما اللذان فعلا ذلك , فما حيلتى ولماذا تلوموننى ؟ ولذلك ترك الله تعالى الانسان منذ ولادته الى بلوغه بلا تكليف , كما فى حديث رفع القلم ,
وبعد البلوغ وجب عليه أن يبحث عن الدين الحق , ولا عذر له فيما فعله أبواه , لماذا ؟؟؟؟؟
لأن العقل اكتمل , وأصبح مؤهلا للبحث , فأين الفطرة ؟
واذا حملنا هذا الحديث على الظاهر والحقيقة , فما حكم غير اليهود والنصارى والمجوس ؟ مثل الشيوعيون والملحدون الذين لادين لهم ؟ هل هم مستثنون من هذا الحديث ؟ وعبدة الشيطان ؟ بل ما حكم أهل مكة الذين كانوا لامجوس ولا يهود ولا نصارى ؟
ولذلك قال تعالى {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}.
فأين الفطرة فى هذه الظلمات ؟
واذا كان الأنبياء والمرسلون معرفتهم ضرورية فطرية وليست استدلالية , لماذا أرسل اليهم ونزل عليهم الوحى وأمروا بالعبادة وأمروا بمعرفة الله كما قال الله تعالى [ فاعلم أنه لااله الا الله ]
وما معنى قوله تعالى { وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا }وقوله تعالى {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}وقوله تعالى {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} وقوله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} وقوله تعالى على لسان موسى {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} [وما أدري ما يفعل بي ولا بكم]
{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً }
وقبل أن تذهب بك الظنون , ويلعب بك الشيطان , نحن نعرف معانى هذه الآيات قطعا , ولكنى أريد منك معناها على الظاهر والحقيقة كما هو مذهبكم ,

وقال تعالى [ واذ قال ابراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ] وعلى هذا كان الحديث الشريف [روى أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « نَحْنُ أَوْلَى بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ ، إِذْ قال : رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي المَوْتَى قَالَ أَوَ لَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ورحم اللهُ لوطاً ، لَقَد كَانَ يَأْوِي إلى ركْن شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ في السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفَ لأَجَبْتُ الدَّاعِي »

أنا أعلم تماما معنى هذه النصوص ولكنى نقلتها لك حتى تعلم أن هناك فرق كبير بين المعرفة الضرورية والمعرفة الاستدلالية ,
ولتعلم أن الحمل على الظاهر والحقيقة لايفيد فى كل النصوص وانما لابد من التأويل قطعا الذى تسمونه التحريف والتبديل ,
وتدبر قول الله تعالى [ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ] وهذا معناه أن الله تعالى غيب حتى بالنسبة للملائكة وخاصة حملة العرش , فهم لايرون الله تعالى , لأنهم لو رؤوه لكانت معرفتهم ضرورية , وحتى جبريل عليه السلام لم ير الله تعالى وانما له مقام معلوم , لأن الايمان لايكون الا عن غيب ,
ثالثا –أنت تقول [فهل كان احد الأنبياء يهوديا او نصرانيا أو مجوسيا أو مشركا حتى قبل أن يوحى إليه ؟] لم يكونوا مجوسا ولا مشركين , عصمهم الله تعالى من ذلك , وركز فى كلمة [ عصمهم الله ] يعنى لو تركهم الله لكانوا شيئا آخر , ولذلك قال لموسي [ ولتصنع على عينى ] [ وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ] ولو كانت المعرفة عيانا وضرورية مثل رؤية العين لما خاف موسى من العصا وولى مدبرا ولم يعقب , ولما أوجس فى نفسه خيفة لما رأى حبال وعصى السحرة ,
-أما بالنسبة لقولك [فهل كان احد الأنبياء يهوديا او نصرانيا—قبل أن يوحى اليه ؟ ] فأقول لك نعم كل أنبياء بنى اسرائيل يهود قبل أن يوحى اليهم , وعيسى نفسه أرسل الى اليهود , والنصارى الذين نصروه يهود ,
فهل علمت مقدار تسرعك وتهورك فى الكلام ؟ تريد أن ترص أى كلام حتى تطول مشاركاتك وتتعب من يقرأ لك فتظن أنه لن يقدر على الرد , وهذا مرض نفسي ,
رابعا –قولك [فالنبي عندكم بعد موته ليس نبيا و لا تثبت له احكام النبوة , و النبوة عندكم صفةاضافية و ليست ثبوتية لشخص النبي ,]
هذا من سوء فهمك , لأننا نعتقد أن الأنبياء أحياء فى قبورهم يرزقون , والنبوة عندنا منحة من الله تعالى وليست اكتساب , ولعلك لم تفهم قول من قال أن النبوة –عرض من الأعراض – وفهمت أنه يزول بعد الموت ,
النبوة عرض بمعنى أنها ليست موجودة عند كل الناس , عند كل بنى آدم ولكنها منحة من الله تعالى ودوامها مرهون بارادة الله تعالى ولذلك قال تعالى لرسوله الكريم [ ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين , فما منكم من أحد عنه حاجزين ] وقال له [ ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ]
وأنا لاأدرى كيف تقول هذا الكلام وتدعى أننا ننتقص الأنبياء وأنتم تعتقدون أن النبى صلى الله عليه وسلم ميت فى قبره لايعرف شيئا وليس له جاه ولا يتوسل به , ولا يزار ولا تشد اليه الرحال ؟
أليس هذا هو التناقض بعينه ؟ والدجل على الناس ؟
خامسا –أما قولك [ و لذلك فمن الجائز عقلا عندكم يا اشاعرة ان يبعث أبوجهل أو أبو لهب أو فرعونبالرسالة !!] فالرد عليك قول الله تعالى [ الله أعلم حيث يجعل رسالته ] وقوله تعالى [ أهم يقسمون رحمة ربك ]

سادسا –لفظ الجسم ونفيه عن الله تعالى 
 
سادسا –لفظ الجسم ونفيه عن الله تعالى

بينت هذا الموضوع فى الرد الأول أكمل بيان وأتم توضيح ولكنك تصر على ترديد كلام ابن تيمية وتقول [أن لفظ الجسم و نفيه ليس مقدمة ضرورية بديهية بل ليس مقدمة صحيحة اصلا ------- فأين نجد في القرآن أو في السنة " إن الله ليس بجسم " ؟؟!! أو " إنالأصنام و الشمس و القمر أجسام و الله ليس بجسم"؟؟!! طالما أن نفي الجسمية هوالدليل الوحيد عندكم للقدح في الوهية الشمس و القمر و الدجال وغيرها...الخ--فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور " و لميقل " إنه جسم و إن ربكم ليس بجسم " ؟؟؟ لماذا ؟
ثم لم لم يذكر الله عن عيسىعليه السلام انه جسم او عن الاصنام او فرعون انها اجسام ؟؟أأنت أعلم ام الله؟] الى آخر هذا الكلام الذى تعتبره افحاما لنا , ولا يستطيع أحد أن يرد على هذا الكلام

1- الآية القاطعة التى تنفى الجسمية عن الله تعالى نفيا قاطعا
[فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ]
-فاطر السموات والأرض : أى منشئها من العدم , وابتدأ خلقها من لاشيء ,
وهذا ابطال للقدم النوعى المزعوم , والتسلسل فى الماضى المزعوم أيضا
جعل لكم من أنفسكم أزواجا : أى الذكر والأنثى , أصحاب أجسام مادية
-ومن الأنعام أزواجا : أى الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير وغيرها : ذوات أجسام مادية
وقد جمع الله كل الأزواج من كل المخلوقات فى قوله تعالى [ سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لايعلمون ] وقوله تعالى [ ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ]
فلا يوجد فى الكون مخلوق الا وله مضاد , وزوج معاكس له , حتى يبقى الله وحده متفردا بالوحدانية , والصمدانية ,
ستقول : الملائكة ؟ لايوصفون بذكورة ولا بأنوثة , ولا بخنوثة , ؟ أقول لك مضاد الملائكة الشياطين , والكل أجسام , سواءا كانت أجساما مادية تراها العين أو لطيفة شفافة لاتراها العين ,
ثم يثبت الله تعالى لنفسه الوحدانية المتفردة , فلا مثيل له , ولا نظير له , ولا ند له , ولا شبيه له , ولا مكافيء له , فقال بعد ذكر كل الأزواج [ ليس كمثله شيء ] ثم أثبت لنفسه صفات المعانى فقال [ وهو السميع البصير ] بلا آلة ولا جارحة ,

ومن هنا تظهر مدى عظمة سورة الاخلاص وفيها [ لم يلد ولم يولد ] حيث كل مولود جسم , وكل والد جسم , فليس الله بجسم ,
وقال تعالى لفرعون [ فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ] لماذا نجى بدنه بعد أن غرق ؟ ليكون آية لمن خلفه
آية فى ماذا ؟ فى بدنه , أى جسمه , حتى ينظر المصريون الى بدن من قال لهم [ أنا ربكم الأعلى ] وقال لهم [ ما علمت لكم من اله غيرى ] حتى يعلموا أن الاله لايمكن أن يكون بدنا ملقى على شاطيء النيل لاحول له ولا قوة , وأن هناك من هو أعلى منه قبض روحه وألقى جسمه كالحمار الميت على الشاطيء
والعالم كله ينظر الآن الى المومياوات الفرعونية المحنطة التى هى أجسام

-وليس فى القرآن الكريم أى اشارة الى ذات الله تعالى , كل الكلام عن صفات الله تعالى , فكيف نحكم عليه بأنه جسم ؟ من أين لنا هذا الحكم ؟
وهل عندك دليل أو أثارة من علم تجعلك متردد بين الاثبات والنفى ؟
يجب أن يكون عندنا قطع وحزم فى هذا الأمر الخطير
الله تعالى ذكر كل الأزواج من المخلوقات , ثم نفى عن نفسه أى مماثله أو مشابهة لأى من هذه الأزواج , فلماذا التلاعب والتلوّن , ؟

2-الأجسام كلها مركبة , الأجسام الحية تتركب من خلايا , والصلبة تتركب من ذرات , وحتى أجسام الملائكة مركبة , وأجسام الجن مركبة ,ولابد لها من خالق ركبها وهو الله القائل [ فى أى صورة ما شاء ركبك ] ولهذا نفينا الجسم عن الله تعالى , والا فمن الذى ركبه ؟ لأن كل مركب يحتاج الى من يركبه ,

3- رغم أن الأجسام كلها متماثلة فى الجسمية وقبول الأعراض الا أنها مختلفة فى ذاتها , فكل جسم يختلف تماما عن غيره , فهناك اختلاف فى بصمة الأصابع , وبصمة الصوت وبصمة العين , وبصمة الأسنان , وتكوين الجسم الداخلى , ولذلك يرفض الجسم أى عضو غريب عنه , ولا تجد حجرا يشبه حجرا ولا ورقة شجرة تشبه أخرى مع أن الكل أجسام , وذلك حتى يظل الله تعالى متفردا بالوحدانية والصمدانية

4-كل الأجسام هالكة , وفانية , بالمشاهدة والتجربة والنص قوله تعالى [ كل شيء هالك الا وجهه ] وقوله تعالى [ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ]

5-القول بأننا لانثبت الجسم ولا ننفيه , لأنه لم يرد فى القرآن ولا الحديث نفى لهذا اللفظ , قول مغلوط ينتج عنه نتائج مغلوطة مخالفة لأصل الدين , فما رأيك فى لفظ الذكر والأنثى بالنسبة لله تعالى والملائكة , [ وأستغفر الله من كتابة هذا الكلام ] ؟ وما رأيك فى لفظ العورة ؟ وما رأيك فى لفظ الرأس ؟ وما رأيك فى لفظ الأنف ؟ وما رأيك فى لفظ الظهر والبطن ؟ وما رأيك فى لفظ –الركبة –اذا كنتم تثبتون القدم والساق فهل بينهما ركبة وهل هناك –كعب-؟ واذا كنتم تثبتون الأصابع والساعد والحقو , فهل تثبتون الكوع ؟ وهل تثبتون الأيدى ؟ أم اليد ؟ أم اليدين ؟ ولماذا اليدين بالذات ؟ أليس هذا لأنكم تعتقدون أن الله تعالى على هيئة الانسان , ؟
وما رأيك فى الكهرباء ؟ هل هى جسم أو ليست بجسم ؟ وما رأيك فى الجاذبية ؟ هل هى جسم أو ليست بجسم , ؟ وما رأيك فى الروح ؟ هل هى جسم أو ليست بجسم ؟ وما رأيك فى العقل ؟ هل هو جسم أو ليس بجسم ؟ وما رأيك فى النفس ؟ هل هى جسم أو ليست بجسم ؟

6- ملحوظة :
لاشك أن الله تعالى ليس فكرة خيالية , ولا وهما من الأوهام , ولا معنا مجردا من المعانى المجردة , التى لاحقيقة لها فى الواقع , ولكن الله تعالى ذات حقيقية ,له صفات الكمال المطلق ,
ولكن : لا طاقة لنا على ادراك حقيقة هذه الذات , وليس فى القرآن ولا فى الحديث أى اشارة الى هذه الحقيقة , وكل ما هنالك أسماء وصفات ,
وحتى لا نتوهم أن الله تعالى وهم لاحقيقة له لم يرد نفى صريح للفظ الجسم ,
وحتى لانعتقد أن الله تعالى جسما مجسما , لم يرد اثبات صريح للفظ الجسم ,
فليس هناك لفظ صريح أن الله تعالى ليس بجسم ,
وليس هناك نص صريح أن الله تعالى جسم ,
وانما هناك نفى للجسم بطرق تنزيهية أخرى , حتى يستطيع العامى أن يفهم من القرآن , والمتوسط أن يفهم من القرآن , والعالم المتخصص أن يفهم من القرآن ,ولذلك قال تعالى [ وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ]

فاذا كنت قد اخترت لنفسك درجة العوام فلا تحجر على المسلمين العقلاء أن ينزهوا ربهم , وتدعى أن كلامك وكلام شيخك هو كلام السلف أو كلام الكتاب والسنة, وهذا عين التلبيس والتزوير على الناس
وأنا أجزم أن هذا الكلام لن يقنعك , ولن يؤثر فيك , وستعمل على نقضه بعشرات المشاركات كما قال الذهبى عن شيخك , [ تستطيع نقض هذه الورقة بمجلدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق