الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

[فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ]

[فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ]
الى الذين ينكرون المتشابه , وينكرون المجاز , وينكرون التأويل , ويشنعون على العلماء الراسخين , ما معنى كلمة [ محكمة ] ولماذا سمى الله تعالى سورة القتال [ سورة محكمة ]؟
يقول الله تعالى فى سورة [ محمد ] وتسمى أيضا سورة القتال :
[وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ]
والبحث والسؤال عن معنى كلمة [ محكمة ]
جاء فى تفسير الفخر الرازى [ثم إنه تعالى أنزل سورة فيها القتال فإنه أشق تكليف وقوله { سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ } فيها وجوه : أحدها : سورة لم تنسخ ثانيها : سورة فيها ألفاظ أُريدت حقائقها بخلاف قوله { الرحمن عَلَى العرش استوى } , وقوله { فِى جَنبِ الله } , فإن قوله تعالى : { فَضَرْبَ الرقاب } , أراد القتل وهو أبلغ من قوله { فاقتلوهم } , وقوله { واقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } , صريح ,وكذلك غير هذا من آيات القتال, وعلى الوجهين فقوله { مُّحْكَمَةٌ } فيها فائدة زائدة من حيث إنهم لا يمكنهم أن يقولوا المراد غير ما يظهر منه ، أو يقولوا هذه آية وقد نسخت فلا نقاتل ،]
-جاء فى تفسير البيضاوى[{ فإذا أنزلت سورة محكمة } مبينة لا تشابه فيها { وذكر فيها القتال } أي الأمر به]
-جاء فى التحرير والتنوير [ووصف السورة ب ( محكمة ) باعتبار وصف آياتها بالإحكام أي عدم التشابه وانتفاء الاحتمال كما دلت عليه مقابلة المحكمات بالمتشابهات في قوله ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ) في سورة آل عمران أي لا تحتمل آيات تلك السورة المتعلقة بالقتال إلا وجوب القتال وعدم الهوادة فيه مثل قوله ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ) الآيات فلا جرم أن هذه السورة هي التي نزلت إجابة عن تمني الذين آمنوا]

الى آخر المعانى الموجودة فى التفاسير المختلفة , كلها تقول بأن السورة المحكمة أى التى لا تحتمل أوامرها وكلماتها أكثر من معنى , والقتال شيء مادى محسوس لا يختلف اثنان على معناه ,
أليس هذا دليلا قاطعا على أن الآيات المتشابهات تحتمل أكثر من معنى ؟ ويشمل هذا الوصف آيات الصفات التى يجوز فيها المجاز واحتمال المعانى المختلفة ؟
ولكن لايمكن ارادة الظاهر فيها لوجود القرينة الصارفة عن ارادة الظاهر المتبادر الى الذهن البشرى والذى يوهم مشابهة الله تعالى لخلقه
وهذه القرينة هى قوله تعالى [ ليس كمثله شيء ]
وقوله تعالى [ قل هو الله أحد , الله الصمد , لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفوا أحد ]
وقوله تعالى [ فلا تضربوا لله الأمثال ]
وقوله تعالى [ سبحان ربك رب العزة عما يصفون ]
وقوله تعالى [ انما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ]
وقوله تعالى [ هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس ]
والقدوس معناه المبرأ والمنزه عن كل عيب ونقص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق